هي المباراة المرتقبة و الامتحان الأكبر للنيرادزوري و المدرب جوزيه مورينيو في مواجهة فريقه السابق المتألق هذا الموسم، في مهمة صعبة من أجل القضاء على شبح الإقصاء الأوروبي المبكر..
تنطلق في الحادية عشر إلا ربعًا بتوقيت مكة المكرمة من مساء غدٍ الأربعاء مباراة ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا والتي ستجمع الإنتر الإيطالي في ملعب السان سيرو بميلانو بضيفه تشيلسي الإنجليزي.
الإنتر كان قد عاني في دور المجموعات من أجل انتزاع التأهل كثاني المجموعة السادسة، حيث تمكن الأفاعي من إنقاذ موسمهم الأوروبي بعد ثلاثة مباريات لم يجمعوا منها سوى ثلاث نقاط، و ذلك عبر الفوز في مباراتين من أصل ثلاثة في مرحلة العودة من الدور ذاته على دينامو كييف الأوكراني و روبين كازان الروسي أوصلتا رصيده إلى 9 نقاط خلف برشلونة الإسباني المتصدر بـ 11 نقطة و أمام روبين كازان صاحب المركز الثالث برصيد 6 نقاط و 5 نقاط لدينامو كييف، في مجموعة شائكة رآى الكثيرون أن الأفاعي كانوا محظوظين بالتأهل منها إلى الأدوار الإقصائية في ظل قوة ناديي شرق أوروبا و أيضًا هزيمته أداءًا و نتيجة على يد برشلونة في الجولة الخامسة بنتيجة 2-0.
الإنتر 2010 ... تخبط، نزيف نقاط و اتهامات للكرة الإيطالية بالفساد
ربما بدا مع نهاية عام 2009 أن لا أحد سينافس الإنتر في إيطاليا، إلا أن عام 2010 حمل معه الكثير للنيرادزوري، فمن فوزين صعبين للغاية على كييفو بنتيجة 1-0 في ملعب البينتيجودي و على سيينا بنتيجة 4-3 في السان سيرو إلى تعادل مع باري بنتيجة 2-2 في ملعب السان نيكولا، و هو ما أتاح الفرصة للميلان من أجل الاقتراب من الإنتر إلى أن أتت مباراة ديربي ميلانو المرتقبة و التي انتهت بفوز الأفاعي بنتيجة 2-0 و التي أشعلت أيضًا فتيل اتهامات المدرب جوزيه مورينيو و إداري الإنتر جابرييلِّي أوريالي بوجود "مؤامرة" على الإنتر.
و بعدما بدأ يعتقد الجميع أن الإنتر عاد لحسم المنافسة مجددًا، عاد النيرادزوري لينزفوا النقاط حيث فقدوا 6 نقاط من أصل 12 نقطة ممكنة خلال أربع مباريات، فمن فوز وحيد على كالياري بنتيجة 3-0 إلى ثلاث تعادلات مع بارما بنتيجة 1-1، و مع نابولي و سامبدوريا بنتيجة سلبية، و قد شهد التعادل السلبي ضد السامب في السان سيرو فشل الإنتر في التسجيل على أرضه في الدوري الإيطالي لأول مرة منذ الموسم الماضي.
المباراة ضد سامبدوريا شهدت أيضًا إشهار بطاقتين حمراوين في وجه والتر صامويل و إيفان كوردوبا في الشوط الأول من المباراة، و هو ما أثار المدرب جوزيه مورينيو الذي احتج على التحكيم بطريقته الخاصة حيث رفع يديه ضمهما كأنه مقيد، و هي الحركة التي كلفته الإيقاف لثلاث مباريات في السيريا آ، في أحداث لا يتمناها أي مشجع للأفاعي قبل الموقعة الأوروبية ضد تشيلسي، خاصة بعدما تمكن روما من استغلال الفرصة جيدًا و تقليص الفارق إلى 5 نقاط مع الإنتر، و كذلك الميلان الذي قلص الفارق إلى 7 نقاط بانتظار مباراته المؤجلة التي سيخوضها اليوم ضد فيورنتينا.
الانتقام من الإنجليز و قتل الدابة "الأوروبية" السوداء .. أهداف الأفاعي المدججين بعامل الأرض، شنايدر، إيتو و مورينيو في مواجهة الأسود
بكل تأكيد سيسعى الإنتر من خلال هذه المباراة الانتقام من الأندية الإنجليزية التي أخرجته من دور الـ 16 خلال الموسمين الماضيين، حيث خرج الأفاعي على يد ليفربول في موسم 2007-08، فيما كان الخروج في الموسم الماضي على يد مانشستر يونايتد. و بشكل عام، و بالرغم من السيطرة الكاملة للإنتر على الدوري الإيطالي، لم يتمكن النيرادزوري من تخطي دور الـ 16 من البطولة خلال المواسم الثلاثة الماضية، و بالإضافة إلى واقع عدم فوز النادي الإيطالي بالبطولة منذ 45 عامًا، ستعتبر هذه المباراة نهائيًا بالنسبة للإنتر في ظل قوة المنافس و أهمية المباراة من أجل دب الثقة في نفوس اللاعبين و المضي قدمًا في البطولة.
الإنتر سيتسلح في هذه المباراة بخدمات نجمه و مايسترو خط وسطه فيسلي شنايدر، فبجوار كون الإنتر لا يخسر أي مباراة عندما يكون الهولندي مشاركًا فيها، سيكون شنايدر هو اللاعب الوحيد المكلف بالمهام الهجومية البحتة في خط الوسط، في ظل تولي بقية اللاعبين في الوسط أدوار دفاعية بشكل أكبر للسيطرة على خط وسط تشيلسي، مما يعني أنه سيكون حلقة الوصل الوحيدة للإنتر بين الوسط و الهجوم و هو الدور الذي أظهر براعته فيه دائمًا، و في حال كان شنايدر في يومه فستكون مهمة البلوز صعبة للغاية للخروج بنتيجة إيجابية من السان سيرو.
و بالإضافة إلى شنايدر، سيكون هناك الكاميروني صامويل إيتُّو الذي سيحاول من خلال هذه المباراة إثبات أفضليته على المهاجم الإيفواري للبلوز ديدييه دروجبا، في مقارنة لطالما لازمت كلا اللاعبين خلال السنوات الماضية. النجم الكاميروني الفائز مع برشلونة بلقبين لدوري الأبطال يمتلك من الخبرة الأوروبية الكثير و يمكنه أن يكون حاسمًا في أي وقت و تحت أي ظرف.
مورينيو هو السلاح الثالث و الأهم من بين جميع الأسلحة التي سيستعين بها الإنتر، فمعرفته الواسعة بكل خبايا تشيلسي و مكامن اللاعبين تمنحه أفضلية كبيرة لمواجهتهم، كما أن شخصيته القوية و القيادية و خبرته الأوروبية ستكون ذودًا للأفاعي الساعين لكسر النحس الأوروبي الذي رافقهم خلال السنوات الماضية. و بالإضافة إلى ذلك، سيستعين مورينيو نفسه برصيده الممتاز مع الإنتر بلا أي هزائم على أرضه في السان سيرو هذا الموسم على مستوى جميع البطولات.
تكتيكيًا .. الدفاع الايجابي، الهجوم من القلب تارة و من اليمين تارة، أسلوب مورينيو في مواجهة أنشيلوتي
يعتمد مورينيو في الموسم الحالي على خطتي 4-3-1-2 و 4-3-2-1 (4-3-3) في ظل تواجد ارتكاز قوي يغطي على انطلاقات الأظهرة المميزة للإنتر سواء مايكون أو خافيير زانيتي (الذي يعوض غياب دافيدي سانتون و كريستيان كيفو)، إضافة إلى كتلة هجومية مثلثية قوية يسهل توظيفها كمثلث عادي أو مقلوب، و فيما يلي الرسم البياني لكلتا الخطتين و التشكيل المتوقع للفريق في موقعة اليوم:
جوليو سيزار
زانيتي صامويل لوسيـو مايكون
كامبياسـو مونتاري تياجو موتا
شنايدر
إيتو ميليتو
أو
جوليو سيزار
زانيتي صامويل لوسيـو مايكون
كامبياسـو مونتاري تياجو موتا
إيتو (بانديف) شنايدر
ميليتو
كلتا الخطتين تمنحان الإنتر وفرة في خط الوسط، و هو ما يبرز نوايا المدرب جوزيه مورينيو للعب مباراة بدنية خاصة فيظل اعتماده على ثلاثة لاعبين في ارتكاز خط الوسط، إضافة إلى تأمين المساحات خلف الصفوف الأمامية القوية في حال بناء اللعب من القلب عبر شنايدر و أيضًا تياجو موتا الذي عادة ما يتقدم للأمام في الهجمات المنظمة للنيرادزوري.
الاعتماد على ثلاثي في ارتكاز خط الوسط يعتبر أيضًا عاملًا مهمًا من أجل تأمين انطلاقات الظهيرين خاصة البرازيلي مايكون صاحب الاختراقات الخطيرة و التي عادة من تثمر عن نتائج جيدة سواء بتسجيل هدف أو صناعة هدف بشكل مباشر أو غير مباشر، و هو ما يتوقع أن يقوم به مايكون في هذه المباراة على وجه الخصوص في ظل غياب أشلي كول و يوري جيركوف، حيث سيستعين كارلو أنشيلوتي ببرانيسلاف إيفانوفيتش ليسد فراغ الظهير الأيسر، مما سيسهل مهمة مايكون في ظل ميل الصربي للدفاع بشكل أكبر خاصة في مثل هذه المباراة الصعبة في السان سيرو.
في المقابل، و على صعيد الدفاع، من غير المتوقع أن يتقدم خافيير زاينيتي الظهير الأيسر للإنتر مكتفيًا بخبرته الدفاعية الكبيرة لإيقاف انطلاقات جو كول و بيليتي من خلفه إضافة إلى نيكولاس أنيلكا الذي يميل للتحرك يسارًا خارج منطقة الجزاء للمساهمة في الهجمات، فيما سيكون على صامويل و لوسيو مواجهة المجهول في مهمة صعبة لإيقاف ثنائيًا من أنجح الثنائيات الهجومية في أوروبا هذا الموسم، و هو الثنائي المتمثل في ديدييه دروجبا و أنيلكا و من خلفهم فرانك لامبارد الذي سيتوجب على كامبياسو مراقبته مراقبة لصيقة معولًأ على خبرته الواسعة و تركيزه و انضباطه في عدم ترك النجم الإنجليزي و لو لثانية واحدة.
أما في الهجوم، فتواجد دييجو ميليتو يمنح ثقلًا كبيرًا للنيرادوري و يضع الأعباء على دفاعات الفريق المنافس بتحركاته القطرية المزعجة داخل قلب دفاع البلوز و قوته البدنية، مما يسمح لمايكون أو شنايدر أو إيتو (في الخطة الثانية) بالانطلاق من الخلف و إيجاد المساحات المناسبة لضرب دفاعات الفريق المنافس. في المقابل، سيكون دور صامويل إيتو كبيرًا للغاية في كلتا الخطيتن بتحركاته الطولية و استقباله للكرات من الخلف و القيام بتوغلات طولية قد تسمح لميليتو بالتحرر بين لحظة و أخرى من الرقابة المفروضة عليه، كما يُتوقع أن يمنحه مورينيو حرية التمركز بشكل كامل بحيث نجده تارة على اليسار و تارة على اليمين، مما قد يسبب ارتباكًا في صفوف البلوز.
* باختصار، من المنتظر أن نشاهد بناء هجمات من القلب عبر شنايدر و إيتو، و على الطرف الأيمن بشكل أخص من قِبَل مايكون الذي سيواجه جبهة يسرى دفاعية لتشيلسي، فيما سيعتمد مورينيو على القوة الدفاعية لارتكاز خط الوسط من أجل الضغط المبكر على الصفوف الأمامية للبلوز، و هو ما يسمى بالدفاع الإيجابي، بالإضافة إلى تولي خافيير زانيتي مهمة صعبة عبر إيقاف الجبهة اليمنى الهجومية للأسود و تولي كامبياسو المهمة الأبرز في اللقاء و هي مراقبة لامبارد و الحد من خطورته.